{ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا}
4 مشترك
:: اسلامـى :: قـُرآن كـَريم ♥
صفحة 1 من اصل 1
{ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا}
في سورة الطلاق وردت أربع آيات كريمة، ربطت بين الفعل والجزاء، ورتبت النتيجة على أسبابها ومقدماتها:
الآية الأولى، قوله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب} (الطلاق:2-3)
والثانية، قوله سبحانه: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} (الطلاق:3)
والثالثة، قوله عز وجل: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا} (الطلاق:4)
والرابعة، قوله تعالى: {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا} (الطلاق:5).
فإن للتقوى أثرًا أي أثر في حياة المؤمن، فهي مفتاح كل خير، وهي طريق إلى سعادة العبد في الدنيا والآخرة،
يكفيك في ذلك، قول الله عز وجل: {ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} (الأعراف:96)
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) رواه مسلم،
نسأل الله أن يجعلنا من الملتزمين بشرعه، ومن المتقين لأمره ونهيه.
{ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا}
ولنا مع هذه الآيات بضع وقفات:
الأولى: أن الجزاء في ثلاث من هذه الآيات رُتب على تقوى الله؛ وتقوى الله في معهود الشرع،
فعل ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه، وهي رأس الأمر كله، وفي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض صحابته،
قوله عليه الصلاة والسلام: (اتق الله حيثما كنت) رواه أحمد والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
الثانية: جاء قوله تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} تكملة لأمر التقوى؛ فإذا كانت تقوى الله سبب لتفريج الكربات،
ورفع الملمات، وكشف المهمات، فإن في توكل المسلم على ربه سبحانه، ويقينه أنه سبحانه يصرف عنه كل سوء وشر،
ما يجعل له مخرجًا مما هو فيه، وييسر له من أسباب الرزق من حيث لا يدري؛ وأكد هذا المعنى ما جاء في الآية نفسها،
وهو قوله تعالى: {إن الله بالغ أمره} أي: لا تستبعدوا وقوع ما وعدكم الله حين ترون أسباب ذلك مفقودة،
فإن الله إذا وعد وعدًا فقد أراده، وإذا أراد أمرًا يسر وهيأ أسبابه.
{ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا}
الثالثة: أن الله سبحانه وعد عباده المتقين الواقفين عند حدوده، بأن يجعل لهم مخرجًا من الضائقات والكربات التي نزلت بهم؛ وقد شبَّه سبحانه ما هم فيه من الحرج بالمكان المغلق على المقيم فيه، وشبَّه ما يمنحهم الله به من اللطف وتيسير الأمور، بجعل منفذ في المكان المغلق، يتخلص منه المتضائق فيه.
الرابعة: في قوله تعالى سبحانه: {من حيث لا يحتسب} احتراس ودفْعٌ لما قد يُتوهم من أن طرق الرزق معطلة ومحجوبة، فأعْلَم سبحانه بهذا، أن الرزق لطف منه، وأنه أعلم كيف يهيئ له أسبابًا، غير مترتبة ولا متوقعة؛
فمعنى قوله تعالى: {من حيث لا يحتسب} أي: من مكان لا يحتسب منه الرزق، أي لا يظن أنه يُرزق منه.
الخامسة: تفيد الآيات المتقدمة، أن الممتثل لأمر الله والمتقي لما نهى الله عنه، يجعل الله له يسرًا فيما لحقه من عسر؛ واليسر انتفاء الصعوبة، أي: انتفاء المشاق والمكروهات؛ والمقصود من هذا تحقيق الوعد باليسر، فيما شأنه العسر.
السادسة: في قوله تعالى: {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا} أعيد التحريض هنا على التقوى مرة أخرى، ورتَّب عليه الوعد بما هو أعظم من الرزق، وتفريج الكربات، وتيسير الصعوبات، وذلك بتكفير السيئات، وتعظيم الأجر والثواب.
رد: {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا}
جزاكي الله خيرا
توتة- عضـوة نشيطـة ♥
- العمر : 17
عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 26/08/2014
السٌّمعَة : 6
رد: {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا}
جزاكي الله خيرا
توتة- عضـوة نشيطـة ♥
- العمر : 17
عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 26/08/2014
السٌّمعَة : 6
رد: {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا}
جزاكى الله خيرا :22:
المحققة الذكية- عضـوة نشيطـة ♥
- العمر : 24
عدد المساهمات : 46
تاريخ التسجيل : 02/09/2014
السٌّمعَة : 2
:: اسلامـى :: قـُرآن كـَريم ♥
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى